حلم: سارق الظلال

الرجل الأخير على فراش اله يحتضر
يسأل:
الهي؟ هل أنت سارق الظلال
وهل أنا الرجل الذي لم يعكس الشمس
فأضحى وحيداً
بعد الصلاة الأخيرة
لبشرية المساء الأحمر؟

ماذا افعل الان من دون ظلي
هل اكمل السير
على رؤوس الأغبياء
والأطفال
والقدسيين والأنبياء؟

الرجل الاخير لا يعرف الأبجدية
يتقن وهماً
كثورة الماء على الحجر
ورقية يرددها عندما يحتاج إلى النوم.

يقول له
“عندما تموت الآلهة
تتحلل جثامينها في الذاكرة
كما تغمض النار الموعودة
نورها في الأبدية”

ماذا يحدث للرجل الاخير
في المأتم الاكبر
على هذه الارض
وفوق هذا التراب العطش؟

ماذا يملك بعد الموت
غير الموت؟

يقف فوق رأسه
لا يشبه ما جاء في الكتب القديمة
وجهه بسيط كحلم الرضع
بعضه توق لليل
وبقيته ترسبات روح لا زالت تبحث عن مخرج
او مدخل جديد.

أنا سارق الظلال
قال له،
أبحث عن الضوء
في صمت المدينة،
أشيخ كل مساء على الأرصفة
ألملم هدوءها في جعبة من خوف
وأسكر من نحيب القطط السوداء.

واليوم،
قبل النهاية
في هذا الكون الذي يمتد
بين حلمك الاول
والحلم الذي يسلخ رأسك
عن المخدة،
أموت من شدة الملل.

الرجل الأخير يحتضر الآن
لا يجلس إلهه على فراشه،
فقد ذهب يبحث عن ارض نائية
يطلق فيها قطيعاً جديداً من البشر.

لم يمت هنا
لقد سرق الظل الاخير،
ارتداه ومشى يغني
“ماذا يملكون بعد الموت
غير الموت”.

Posted on May 16, 2011, in Poems and tagged , . Bookmark the permalink. 2 Comments.

  1. ماذا نملك عند الفراش الاصفر غير غبار صحراء الماضي؟
    وهل الماضي دواء يوصف لمعالجة ذوي الإحتياجات العاطفية الناقصة؟

    وهذا الرجل الأخير؟هل يحتضر من وطأة الأسئلة؟

    كالعادة، أبدي إعجابي بثنائية رفضك و إصرارك على معرفة الحقيقة

  2. الرجل الذي لا ظل له، يمشي فوق ظلال سواه، هل يشعر بالغربة لأن الها أخير يموت معه… هل الالهة افكار، هل نحن الالهة…هل حقا تنتهي مهمتهم يوم المأتم الأخير فيجوبون الارض بملل؟ هل نحتاج الالهة لنحيا حياة ذات غاية اسمى ام لنموت موتا أجمل؟ هل الالهة هي التي تحتاجنا و تموت بعدنا؟ ماذا بعد الموت؟ انعدام الانتظار و الخوف…حقيقة مطلقة، بشر يصبحون آلهة لأنهم ما عادوا ينتظرون….. لا تتوقف مسبحة الأسئلة عن الدوران في رأسي….و أجمل ما فيك انك في كل مرة تكتب قصيدة أجمل.
    هي اروع بكثير من كلمة رائعة

Leave a comment